أعلنت إيران رسمياً يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025 عن توقيع اتفاقية استراتيجية بينها وشركة "روس آتوم" الروسية بقيمة 25 مليار دولار، تهدف إلى بناء أربع محطات للطاقة النووية في مدينة سيريك بمحافظة هرمزغان جنوب البلاد. يأتي هذا الاتفاق في إطار سعي إيران لتعزيز أمنها الطاقي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، خاصة في ظل تزايد الطلب المحلي على الكهرباء.
المشروع الجديد سيُنفذ على مساحة تبلغ 500 هكتار، ويُتوقع أن يولّد ما يصل إلى 5,000 ميغاواط من الكهرباء عند اكتماله. المحطات الأربع ستستخدم مفاعلات من الجيل الثالث (Generation III)، وهي مفاعلات متطورة تتميز بأنظمة أمان سلبية، وكفاءة تشغيلية عالية، وعمر تشغيلي يصل إلى 60 عام. هذه المفاعلات تُعد أكثر أماناً من الأجيال السابقة، وتُستخدم بالفعل في دول مثل فرنسا والصين وروسيا.
ورغم أن الإعلان الرسمي لم يحدد عدد المفاعلات داخل كل محطة، فإن تصريحات سابقة لنائب الرئيس الإيراني أشارت إلى أن المشروع قد يضم ما يصل إلى ثمانية مفاعلات نمطية صغيرة، أي بمعدل مفاعلين في كل محطة. وتُقدّر القدرة الإنتاجية لكل مفاعل بنحو 600 إلى 800 ميغاواط، ما يعزز من قدرة إيران على تلبية احتياجاتها الكهربائية، خاصة في المناطق الجنوبية التي تعاني من نقص في الإمدادات خلال فترات الذروة.
تم توقيع مذكرة تفاهم أولية يوم الأربعاء 24 سبتمبر في موسكو، قبل الإعلان الرسمي عن الاتفاق يوم الجمعة. ورغم عدم تحديد موعد دقيق لبدء التنفيذ، تشير التقديرات إلى أن أعمال البناء ستبدأ في الربع الأول من عام 2026، على أن تستغرق فترة الإنشاء بين خمس إلى سبع سنوات.
هذا الاتفاق يعكس تنامي التعاون الروسي–الإيراني في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، ويُعد رسالة واضحة بأن إيران ماضية في تطوير بنيتها التحتية النووية لأغراض سلمية رغم الضغوط الدولية.