تعمل شركة Hypersonix Launch Systems الأسترالية على تطوير طائرة فرط صوتية قابلة لإعادة الاستخدام تعمل بالهيدروجين، تُعرف باسم DART AE. صُممت هذه الطائرة لتصل إلى سرعات تصل إلى 12 ضعف سرعة الصوت (ماخ 12)، ما يجعلها من أسرع المركبات الجوية التي يتم تطويرها حاليًا على مستوى العالم.

تعتمد الطائرة على محرك مبتكر يُعرف باسم SPARTAN، وهو محرك نفاث يعمل بالهيدروجين ويتميز بخلّوه من الأجزاء المتحركة، ما يقلل من الحاجة إلى الصيانة ويزيد من كفاءته التشغيلية. تم تصنيع المحرك باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويُعد من أوائل المحركات التي تحقق أداءً عاليًا مع انبعاثات كربونية صفرية.

في أكتوبر 2025، أعلنت الشركة عن حصولها على تمويل بقيمة 46 مليون دولار أمريكي ضمن جولة استثمارية من نوع السلسلة "أ"، وهو ما يمثل دفعة قوية لمشاريعها الطموحة. شارك في هذه الجولة مستثمرون من جهات وطنية ودولية، من بينهم الصندوق الوطني لإعادة الإعمار في أستراليا، وشركة Saab الأوروبية المتخصصة في الصناعات الدفاعية، ومجموعة استثمارية بولندية، بالإضافة إلى مستثمرين من المملكة المتحدة. يعكس هذا الدعم المالي الكبير الثقة المتزايدة في قدرة Hypersonix على قيادة مستقبل الطيران الفرط صوتي، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو تقنيات أكثر استدامة وأمانًا.

يقود المشروع فريق من الخبراء بقيادة مايكل سمارت، وهو عالم سابق في وكالة ناسا وأستاذ في جامعة كوينزلاند، ويشغل حاليًا منصب المدير التقني للشركة. ويُعد هذا المشروع جزءًا من برنامج HyCAT التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، حيث من المقرر إجراء اختبارات الطيران في منشآت ناسا في الولايات المتحدة، وتحديدًا في مركز والوبس للطيران الفضائي. تهدف هذه الاختبارات إلى التحقق من كفاءة الطائرة في البيئات الواقعية، وفتح المجال أمام استخدامها في تطبيقات متعددة تشمل إطلاق الأقمار الصناعية، والاتصالات، والمراقبة الجوية.

هذا المشروع لا يضع أستراليا على خريطة الدول المتقدمة في مجال الطيران فحسب، بل يمهد الطريق نحو عصر جديد من النقل الجوي النظيف وفائق السرعة.