أطلقت هوندا، صانع السيارات الياباني الشهير، بنجاح أول صاروخ تجريبي قابل لإعادة الاستخدام، وهبطت به في منشأتها بمدينة تايكي، هوكايدو. وصل الصاروخ إلى ارتفاع 271.4 متراً، وهبط بدقة مذهلة — على بُعد 37 سنتيمتراً من هدفه.

استغرق الاختبار أقل من دقيقة بقليل، واختُبرت خلاله التقنيات الرئيسية مثل الإقلاع والهبوط العمودي، واستقرار الطيران، والهبوط الدقيق اللازمة لإطلاق صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام.

يجعل هذا الإنجاز هوندا أول شركة يابانية تطلق وتهبط بصاروخ قابل لإعادة الاستخدام، مما يمثل خطوة مهمة نحو هدفها المتمثل في تحقيق رحلات فضائية دون مدارية بحلول عام 2029.

وفي السياق العالمي، تعود أول إعادة استخدام ناجحة لصاروخ فضائي إلى شركة سبيس إكس الأمريكية، حين قامت في مارس 2017 بإطلاق المرحلة الأولى من صاروخ Falcon 9، التي سبق استخدامها في مهمة فضائية سابقة، لتصبح أول من يفتح الباب لجعل الصواريخ الفضائية، مثل الطائرات، تعود وتُقلِع من جديد — مما يوفر الكثير في تكلفة كل إطلاق.

وعلى الجانب الآسيوي، فقد شهدت الصين تطوراً لافتاً في هذا المجال أيضاً، وكانت آخر تجاربها في مايو 2025، حين نجحت شركة الفضاء الصينية الناشئة Space Epoch في اختبار صاروخها القابل لإعادة الاستخدام Yanxinghe-1، حيث نفّذ تحليقًا تجريبيًا تلاه هبوط ناعم في البحر باستخدام مظلات وتقنيات توجيه.

مع هذه الخطوات المتسارعة، يبدو أن سباق الفضاء بات لا يقتصر على استكشافه، بل أصبح أيضاً سباقاً نحو الكفاءة والابتكار في تقنيات الإطلاق والهبوط — وهوندا تدخل هذا السباق بقوة.