دخلت الطائرة المسيّرة الصينية GJ-11 دائرة الاهتمام العالمي منذ أن ظهرت لأول مرة في العرض العسكري الكبير ببكين عام 2019، حيث أثارت تصميماتها الشبحية على هيئة جناح طائر الكثير من المقارنات مع القاذفة الأمريكية الشهيرة B-2 Spirit. وبعد سنوات من الاختبارات والتطوير، أعلنت الصين رسميًا في نوفمبر 2025، خلال احتفال الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس قواتها الجوية، عن دخول هذه الطائرة الخدمة الفعلية، لتصبح أول طائرة قتالية غير مأهولة شبحية قيد الخدمة.
يعتمد تصميم الـ GJ-11 أو جونجي-11 على الشكل الجناحي الطائر لزيادة القدرة على التخفي، وهو ما يقلل من بصمتها الرادارية ويجعلها أكثر قدرة على اختراق الدفاعات الجوية المعادية. ورغم التشابه البصري مع الـ B-2، إلا أن أبعادها أصغر بكثير؛ إذ يبلغ طولها نحو 10 أمتار وعرض جناحيها حوالي 20 متراً، مقارنة بالقاذفة الأمريكية التي يتجاوز عرض جناحيها 25 متر. هذا الحجم الأصغر يعكس اختلافاً في طبيعة المهام، حيث صُممت الـ GJ-11 لتكون منصة هجومية مرنة وغير مأهولة، بينما تمثل الـ B-2 قاذفة استراتيجية بعيدة المدى قادرة على حمل ما يصل إلى ثمانية عشر طناً من الذخائر.
لا تقتصر أهمية الـ GJ-11 على كونها طائرة شبحية مسيّرة، بل تكمن في قدرتها على العمل ضمن مفهوم "التنسيق بين المأهولة وغير المأهولة". فقد أظهرت الصين في عروضها الجوية الأخيرة الطائرة وهي تحلق إلى جانب مقاتلات J-20 وJ-16D، في إشارة واضحة إلى إمكانية دمجها في عمليات هجومية مشتركة. هذا التكامل يسمح للطائرات المأهولة بالبقاء خارج نطاق الدفاعات الجوية، بينما تتولى الـ GJ-11 تنفيذ ضربات دقيقة أو مهام استطلاعية خلف خطوط العدو، وهو ما يعزز من مرونة القوات الجوية الصينية في بيئات القتال الحديثة.
إن دخول الـ GJ-11 الخدمة يمثل خطوة استراتيجية مهمة للصين في سباق تطوير الطائرات الشبحية غير المأهولة، ويعكس طموحها في منافسة القوى الكبرى في هذا المجال. كما يفتح الباب أمام حقبة جديدة من الطائرات المسيّرة القتالية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكامل الشبكي، لتعيد تشكيل التكتيكات الجوية القتالية.