الروبوت الذي جرّ سيارة: إنجاز صيني جديد في الذكاء الاصطناعي والتحكم الحركي

بقلم:   تامر كرم           |  Oct. 30, 2025

g1car

في عرض لقدرات الذكاء الاصطناعي والتحكم الحركي المتقدم، نجح روبوت بشري صغير الحجم في جرّ سيارة تزن 1,400 كيلوغرام على سطح مستوٍ مائل قليلاً، في تجربة أجرتها أكاديمية بكين للذكاء الاصطناعي (BAAI) باستخدام روبوت G1 من شركة يونتري.

الحدث، الذي وثقته الأكاديمية في فيديو نُشر على منصة X، أظهر الروبوت وهو ينحني ويعيد ضبط توازنه بدقة قبل أن يبدأ بسحب السيارة من موقفها، في مشهد يجمع بين القوة والتنسيق الحركي عالي المستوى.

السيارة المستخدمة في التجربة كانت مركونة على أرضية ملساء، ما يعني أن مقاومة الحركة كانت منخفضة نسبياً، لكنها لا تزال تتطلب قوة شد ابتدائية تتجاوز 400 نيوتن تقريباً، وهو رقم كبير بالنظر إلى أن الروبوت نفسه يزن 35 كيلوغراماً فقط ويبلغ طوله 1.32 متر، ومن الصعب عليه توليد مثل هذه القوة وهذا ما يشكك في صحة الفيديو. لكن التحدي لم يكن في القوة العضلية، بل في قدرة الروبوت على توزيع وزنه، وتنسيق حركته، وتوليد الدفع من خلال أطرافه بطريقة تحاكي التوازن البشري في حالات الجهد العالي.

الجديد في هذه التجربة هو نظام التحكم الذي استخدمته أكاديمية BAAI، والذي يحمل اسم THOR (اختصارًا لـ: Towards Human-level Whole-body Reaction). هذا النظام لا يقتصر على التحكم في الأطراف، بل ينسق حركة الجسم بالكامل في الزمن الحقيقي، مستفيداً من نماذج تعلم عميق تم تدريبها على آلاف السيناريوهات الحركية. التعاون بين BAAI و يونتري أتاح دمج العتاد المتقدم مع البرمجيات الذكية، ما أنتج روبوتاً قادراً على تنفيذ مهام تتطلب توازناً ديناميكياً واستجابة فورية للتغيرات في الحمل والسطح.

نجاح الروبوت في تنفيذ هذه المهمة دون أن يفقد توازنه أو يتعثر، يعني أن تقنيات التحكم الحركي وصلت إلى مرحلة يمكن فيها الاعتماد على الروبوتات في مجالات مثل الخدمات اللوجستية، والصناعة، وحتى الإنقاذ في حالات الطوارئ. كما أن الحجم الصغير للروبوت يجعله مناسباً للعمل في أماكن ضيقة أو مزدحمة، وهو ما يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة في المدن والمصانع.



مشاركة