يتطلب الاندماج النووي درجات حرارة عالية جداً تتجاوز 100 مليون درجة مئوية. عند هذه الدرجات، يتم تجريد الذرات من إلكتروناتها، لتكوين غاز متأين شديد السخونة يسمى البلازما. يُعد الحفاظ على درجة حرارة هذه البلازما أمراً ضرورياً لاستمرار تفاعلات الاندماج.

حققت فرنسا رقماً قياسياً جديداً في الحفاظ على البلازما عالية السخونة لمدة 1,337 ثانية (22 دقيقة و17 ثانية) في مفاعل توكاماك "WEST"، متجاوزة بذلك إنجازاً حديثاً حققته الصين، في مفاعلها المسمى الشمس الاصطناعية، حيث احتفظت بالبلازما لمدة 1,066 ثانية (17.5 دقيقة). وتعني هذه النتيجة تحقيق زيادة بنسبة 25% عن الرقم الصيني السابق.

تعتمد فكرة الاندماج النووي على دمج نواتي ذرتين خفيفتين لتكوين نواة أثقل، مما ينتج عنه كميات هائلة من الطاقة، وهذا ما يحدث في قلب الشمس والنجوم. أما الانشطار النووي المستخدم اليوم في المفاعلات النووية فيعتمد على مبدأ شطر نواة ذرة إلى نواتين.

يعتبر هذا الإنجاز خطوة تمهد الطريق لبناء مفاعلات اندماج نووية مستدامة قادرة على إنتاج كميات هائلة من الطاقة تفوق بكثير ما تنتجه مفاعلات الانشطار.

يتم تشغيل مفاعل توكاماك "WEST" من قبل CEA، وقد وصلت درجات حرارة البلازما فيه إلى 50 مليون درجة مئوية، وهي خطوة هامة نحو تحقيق مفاعلات اندماجية تنتج طاقة نظيفة ومستدامة.

ومن الجدير بالذكر أن مفاعل الشمس الاصطناعية الصيني حافظ على درجة حرارة أعلى من 100 مليون درجة.

يخطط فريق WEST للاستمرار في رفع مدة استدامة البلازما إلى ساعات وزيادة درجات الحرارة، مما يعزز التقدم نحو تحقيق الاندماج النووي المستدام.