في تجربة تُعدّ الأولى من نوعها عالمياً، أجرت شركة إينرايد السويدية اختباراً ناجحاً لتشغيل شاحنتها الكهربائية الذاتية القيادة وبدون مكان للسائق في ميناء أنتويرب-بروج البلجيكي، وذلك في سبتمبر 2025. هذا الميناء يُعدّ من أكبر الموانئ الأوروبية وأكثرها تطوراً من حيث البنية التحتية الرقمية، ما جعله بيئة مثالية لاختبار تقنيات النقل الروبوتي في ظروف واقعية.
الشركة اختارت هذا الموقع تحديداً لأنه يخضع لإطار تنظيمي جديد يسمح بتشغيل المركبات الذاتية القيادة في مناطق محددة، وهو ما أتاح لها تنفيذ التجربة دون قيود قانونية تعيق التشغيل الفعلي.
الشاحنة نفسها تسمى "إنرايد بود" وطولها حوالي 7.3 متر، ووزنها الإجمالي 20 طن، وسعة الحمولة 15 متر مكعب، و تعمل بالكامل بالكهرباء باستخدام بطارية ليثيوم أيون بسعة 320 كيلوواط/ساعة، وتوفر مدى قيادة يتجاوز 650 كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة الشحن. تصميمها فريد من نوعه، إذ لا تحتوي على مقصورة قيادة، ما يؤكد أنها مخصصة للعمل الذاتي دون سائق بشري داخلها.
تعتمد الشاحنة على منظومة ذكاء اصطناعي متقدمة تتيح لها فهم البيئة المحيطة واتخاذ قرارات لحظية أثناء الحركة، مثل التوقف، التوجيه، وتجنّب العقبات. لكن رغم قدرتها على العمل بشكل مستقل، فهي متصلة بمنصة تشغيل عن بُعد تُدعى "Saga"، تتيح لمشغّلين بشريين مراقبتها والتدخل عند الحاجة، خاصة في الحالات الطارئة أو المناطق المعقدة. هذا النموذج الهجين يجمع بين الاستقلالية التقنية والرقابة البشرية، ويُعدّ خطوة انتقالية نحو مستقبل النقل الذاتي الكامل.
التجربة أثبتت أن الشاحنات الذكية لم تعد مجرد نماذج تجريبية، بل أدوات قابلة للتشغيل الفعلي في بيئات صناعية، وهو ما يفتح الباب أمام تحوّل جذري في قطاع اللوجستيات.