في خطوة تعكس بعض التحولات في خارطة التحالفات البحرية الآسيوية، وقّعت تايلاند والصين اتفاقاً نهائياً في 16 سبتمبر 2025 لشراء غواصة هجومية من طراز S26T، وهي نسخة معدّلة من الغواصة الصينية Type 039A Yuan-class. مراسم التوقيع جرت في بكين بحضور قائد البحرية الملكية التايلاندية الأميرال جيرابول وونغويت، وممثلين عن شركة الصين لبناء السفن (CSOC)، لتُعيد الصفقة الحياة إلى مشروع ظلّ معلقاً لسنوات.

الاتفاق الأصلي بين الطرفين يعود إلى عام 2017، وكان ينصّ على تزويد الغواصة بمحركات ألمانية من نوع MTU، لكن الصفقة تعطّلت بفعل الحظر الأوروبي المفروض على تصدير المعدات العسكرية إلى الصين. هذا الحظر دفع ألمانيا إلى رفض تسليم المحركات، ما وضع المشروع في حالة تجميد طويلة. وبعد مفاوضات واختبارات تقنية، وافقت تايلاند أخيراً على استخدام محركات صينية بديلة، لتُستأنف الصفقة من جديد، مع موعد تسليم متوقع بحلول نهاية عام 2028.

الغواصة تُصنّف كغواصة هجومية تعمل بمحرك كهربائي، يُغذّى بالكهرباء المولدة من مصدرين: الأول هو محرك ديزل يُستخدم عند الصعود أو عبر أنبوب تنفس (snorkel) لشحن البطاريات، والثاني هو نظام الدفع المستقل عن الهواء (AIP)، الذي يُولّد الكهرباء دون الحاجة للهواء الخارجي، ما يمنح الغواصة قدرة على البقاء تحت الماء لفترات طويلة دون كشفها أو الحاجة للصعود.

هذا النوع من الغواصات يُستخدم فعلياً في البحرية الصينية، ويُعدّ من أكثر المنصات البحرية تطوراً في فئته، خاصة في بيئات المياه الضحلة والساحلية.

يبلغ وزن الغواصة 2,550 طناً، وطولها 77.7 متراً، وتستطيع الإبحار لمدة تصل إلى 65 يومًا متواصلة. تصميمها يتيح لها تنفيذ مهام متعددة تشمل مهاجمة السفن، وملاحقة الغواصات، وزرع الألغام البحرية، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات استطلاع ومراقبة استراتيجية. ومن المتوقع أن تُزوّد الغواصة بأسلحة هجومية تشمل الطوربيدات الثقيلة، والألغام البحرية، وربما صواريخ كروز مضادة للسفن تُطلق من أنابيب الطوربيد، مثل الصاروخ الصيني CM-708UNB.

ورغم أن الصفقة لا تمثل تحولاً استراتيجياً جذرياً في سياسة تايلاند الدفاعية، إلا أنها تُعدّ إشارة واضحة إلى رغبة بانكوك في تنويع مصادر تسليحها، والخروج من دائرة الاعتماد الكامل على الحليف الأميركي.