سجّل مفاعل الاندماج التجريبي "إيست" الصيني - الملقب بـ"الشمس الاصطناعية" - رقماً قياسياً عالمياً جديداً، إذ حافظ على درجات حرارة البلازما ٨٧.٨ مليون درجة مئوية لأكثر من 30 دقيقة، وهو ما يعادل ستة أضعاف حرارة نواة الشمس. هذا الإنجاز يتجاوز الرقم القياسي السابق الذي حققه المفاعل والبالغ 17.5 دقيقة وكذلك على ما حققه المفاعل الفرنسي "WEST"، والذي حافظ على تفاعل البلازما لمدة 22 دقيقة في فبراير 2025.
يحدث الاندماج النووي في النجوم عندما تندمج نوى الذرات، مما يؤدي إلى إنتاج طاقة هائلة دون إصدار أي مواد مشعة ضارة. يسعى الباحثون إلى إعادة إنتاج هذه الطاقة النظيفة والمستدامة داخل مفاعلات الاندماج النووي، لكن ذلك يتطلب الحفاظ على درجات حرارة وضغط شديدين لفترات طويلة، وهو ما يجعل هذه الأرقام القياسية خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
يستخدم المفاعل التجريبي مجالات مغناطيسية قوية لحصر البلازما—وهي ذرات هيدروجين مشحونة—داخل حجرة حلقية الشكل، مما يبقيها معلقة ومشتعلة، إذ لا توجد مادة يمكنها تحمل ملامسة هذه الحرارة الهائلة.
تهدف الصين إلى إنشاء محطة طاقة اندماج نووي عاملة بحلول عام 2035، وتحقيق هذا الرقم القياسي يُعد إنجازاً مهماً على هذا الطريق. إذا نجحت هذه الجهود، فقد يُغيّر هذا التطور مشهد الطاقة العالمي بالكامل، مُوفراً مصدر طاقة نظيفاً ومستداماً يمكنه استبدال الوقود الأحفوري تماماً.