أعلن مختبر بحيرة هوبي الشرقية في الصين عن تحقيق سرعة قياسية جديدة لنموذج قطار مغناطيسي (ماجليف) يزن 1.1 طن، حيث بلغ 800 كيلومتر في الساعة خلال 5.3 ثانية فقط.
جرت التجربة على مسار اختباري بطول 1000 متر، حيث وصل النموذج إلى سرعته القصوى عند مسافة 600 متر، قبل أن يتوقف بثبات بعد رحلة إجمالية استغرقت ثماني ثوانٍ. ويُعد هذا الرقم القياسي الثالث للمختبر خلال 6 أشهر، بعد تسجيله سرعتي 650 و700 كيلومتر في الساعة سابقاً.
تبدأ آلية العمل برفع العربة عن المسار بضعة سنتيمترات باستخدام مغناطيسات قوية تجعلها تطفو في الهواء، مما يلغي الاحتكاك بالسكة تماماً ويزيل المقاومة الميكانيكية التي تعيق الحركة عادةً. وبمجرد تعليق العربة، تتولى السكة نفسها مهمة الدفع عبر تقنية "المحرك الخطي"؛ إذ تتحول السكة إلى مجال مغناطيسي نشط يولد موجات متلاحقة تدفع العربة أمامها بقوة وسرعة، تماماً كما تدفع موجة البحر المتزلج، دون الحاجة لمحركات دوارة داخل العربة.
ولأن الحركة بهذه السرعة الفائقة تتطلب ثباتاً دقيقاً، يعتمد النظام على تحكم نشط يعالج بيانات الحركة آلاف المرات في الثانية الواحدة، ليقوم بتعديل القوى المغناطيسية لحظياً؛ ضامناً توازن العربة في الهواء ومقاومة أي اهتزازات هوائية قد تخل بمسارها، وهو التحدي الأكبر الذي يعمل العلماء على حله لتطبيق هذه التقنية مستقبلاً على قطارات الركاب الحقيقية.
يُشار إلى أن هذا الاختبار أُجري على نموذج مخبري مصغر، حيث ساهم وزنه الخفيف وقصر المسار في تحقيق معدلات تسارع مرتفعة، مما يمثل خطوة متقدمة في أبحاث الدفع والتحكم الكهرومغناطيسي، تمهيداً لتطوير قطارات ركاب مستقبلية أسرع تعتمد هذه التقنية.