أعلنت الصين عن اكتشاف رواسب ضخمة من الليثيوم موجودة في صخور صلبة بوسط مقاطعة هونان، إذ صرح مسؤولون من إدارة الموارد الطبيعية بالمقاطعة أن منطقة جيجياوشان بمحافظة لينوو تحتوي على مايقدر بـ 490 مليون طن من خام الليثيوم، و 1.31 مليون طن من أكسيد الليثيوم القابل للاستخراج والاستخدام في بطاريات السيارات الكهربائية والصناعات المختلفة.
تتميز هذه الرواسب بتركيبة جيولوجية فريدة تُعرف بالجرانيت المُعدّل، وهو نوع من الصخور النارية التي خضعت لتحولات حرارية وهيدروحرارية جعلتها غنية بعناصر استراتيجية مثل الليثيوم والتنجستن والقصدير. وتكمن أهمية هذا النوع من الرواسب في سهولة التعامل معها مقارنة برواسب الليثيوم في المحاليل الملحية، حيث يُمكن استخراجها باستخدام طرق التعدين الصخري التقليدي دون الحاجة إلى عمليات تبخير طويلة أو الاعتماد على ظروف مناخية محددة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجرانيت المعدّل يتيح مرونة أكبر في الإنتاج، وانخفاضاً في التكاليف الأولية، مما يجعله خياراً مفضلاً من الناحية الاقتصادية والتقنية.
ارتفعت حصة الصين من احتياطيات الليثيوم العالمية إلى 16.5% في عام 2025، بعد أن كانت تقدر سابقاً بـ 6% فقط، وذلك بفضل اكتشافات ضخمة في مناطق مثل هونان والتبت. هذا التطور جعل الصين تحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد تشيلي من حيث حجم الاحتياطي، متجاوزة دولاً مثل أستراليا والأرجنتين.
وعلى صعيد المعالجة الصناعية، تواصل الصين هيمنتها على سلسلة التوريد العالمية لبطاريات الليثيوم، حيث تسيطر على أكثر من 70% من طاقة تكرير الليثيوم الكيميائي عالمياً، وهي المرحلة التي يتم فيها تحويل الخام إلى مواد صالحة للاستخدام في البطاريات الكهربائية. هذه السيطرة تمنح الصين نفوذًا كبيرًا في تحديد الأسعار وتوجيه السوق العالمي، خاصة في ظل الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية والتخزين الطاقي.
هذا الاكتشاف يعزز موقع بكين في سوق البطاريات والطاقة النظيفة، ويمنحها ورقة ضغط إضافية في الحروب التجارية، لا سيما بعد استخدامها المعادن النادرة كأداة استراتيجية في النزاعات التجارية الأخيرة، مثل فرض قيود على تصدير المعادن الثقيلة والمغناطيسات المرتبطة بها في أبريل 2025.