كشفت شركة CATL الصينية، الرائدة عالمياً في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، عن بطاريات جديدة مخصصة للسوق الأوروبية تحت اسم "Shenxing Pro"، وذلك في إطار استراتيجيتها "في أوروبا من أجل أوروبا". هذه الخطوة تمثل تحولًا نوعياً في توجه الشركة نحو تلبية احتياجات التنقل الكهربائي في القارة، من خلال تقديم حلول تقنية متقدمة تتماشى مع ظروف القيادة الأوروبية وتحدياتها المناخية.
البطاريات الجديدة تأتي بنسختين مختلفتين من نوع فوسفات الحديد والليثيوم (LFP)، كل واحدة منهما مصممة لتلبية متطلبات محددة. النسخة الأولى تركز على العمر الطويل، حيث توفر مدى قيادة يصل إلى 758 كيلومتر بشحنة واحدة، وتتميز بعمر افتراضي يصل إلى 12 عام أو مليون كيلومتر، مع معدل تدهور منخفض لا يتجاوز 9% بعد أول 200,000 كيلومتر. هذه البطارية تستهدف بشكل خاص أساطيل السيارات وشركات التأجير، حيث تكون الموثوقية وتكاليف الصيانة المنخفضة عوامل حاسمة.
أما النسخة الثانية، فهي مصممة لتقديم شحن فائق السرعة، حيث يمكنها إضافة مدى يصل إلى 478 كيلومتر خلال 10 دقائق فقط، أي بمعدل 0.8 كيلومتر في الثانية. وقد تم تحسين أدائها لتعمل بكفاءة عالية حتى في درجات الحرارة المنخفضة، مما يجعلها مثالية للاستخدام في المدن الأوروبية التي تعاني من فصول شتاء قاسية. كلا الطرازين يتمتعان بهيكل أمان جديد يوفر حماية أفضل ضد الهروب الحراري، وغلاف أكثر صلابة بنسبة 25% لتحسين السلامة الهيكلية.
تأتي هذه الابتكارات في وقت تشهد فيه أوروبا نمواً متسارعاً في سوق السيارات الكهربائية، حيث ارتفعت المبيعات بنسبة 26% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام. وتستثمر CATL أكثر من 11 مليار يورو لتعزيز حضورها في القارة، من خلال مصانع في ألمانيا والمجر، بالإضافة إلى مصنع ثالث قيد الإنشاء في إسبانيا بالشراكة مع مجموعة Stellantis. كما تخطط الشركة لافتتاح مركز خدمات ما بعد البيع في هولندا، مما يعكس التزامها ببناء منظومة متكاملة تشمل الإنتاج وإعادة التدوير.
تُعد CATL اليوم أكبر مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، بحصة سوقية تبلغ نحو 38% من السوق العالمية، وتعمل مع حوالي 90% من شركات صناعة السيارات الأوروبية، بما في ذلك BMW، فولكس فاغن، وستيلانتيس. وقد زودت الشركة أكثر من 20 مليون سيارة كهربائية ببطارياتها حول العالم، مما يعكس مدى هيمنتها على القطاع وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد على حلول الطاقة المستدامة.
