أول ناقلة نفط تعمل بالرياح تُكمل رحلتها الأولى بنجاح

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Sept. 18, 2025

brandshatch

في 8 سبتمبر، أكملت أول ناقلة نفط تعمل بأشرعة الرياح رحلتها الافتتاحية . إذ رست السفينة "برانز هاتش" في ميناء روتردام بهولندا، بعد رحلة طويلة انطلقت من الصين وقطعت المحيطين الهندي والأطلسي.

هذه الناقلة، التي تملكها وتُشغّلها شركة "يوينيون مارتايم" البريطانية وبُنيت في الصين، تُعد الأولى من نوعها في العالم التي تستخدم أنظمة دفع هوائية. تعتمد السفينة على ثلاثة أشرعة صلبة من طراز WindWings، من تصميم شركة "بار تكنولوجيز" البريطانية.

يبلغ طول كل شراع 37.5 متر، وهي مصنوعة من مواد خفيفة ومتينة. تعمل هذه الأشرعة بنظام ذكي يسمح لها بضبط زاوية وميلان الشراع تلقائياً لزيادة الكفاءة الديناميكية الهوائية، وتحقيق أقصى استفادة من قوة الرياح. بفضل هذا النظام، يمكن للناقلة الحصول على ثلث قوة دفعها من طاقة الرياح وحدها في الظروف المواتية، حتى وهي محمّلة بالكامل، مما يبرهن على القدرات العالية لهذه التقنية.

توفير الوقود وتقليل الانبعاثات

تُظهر النتائج الأولية للرحلة كفاءة كبيرة في استهلاك الوقود. يوفّر كل شراع ما معدله 1.5 طن من الوقود يومياً، أي 4.5 طن للسفينة بأكملها. وفي إحدى مراحل رحلتها الأولى، حققت الناقلة توفيراً قدره 12.8 طناً من الوقود خلال 24 ساعة، أي ما يعادل 4.3 طن لكل شراع. هذا التوفير يترجم مباشرة إلى تقليل الانبعاثات، حيث يُجنّب إنتاج 39 طن من ثاني أكسيد الكربون في اليوم الواحد.

تبلغ حمولة الناقلة 114,000 طن، ويصل طولها الإجمالي إلى 249.95 متر وعرضها 44 متر، وهي قادرة على حمل أكثر من 800,000 برميل من منتجات النفط الخام.

لا تقتصر أهمية هذه الأشرعة على دفع السفينة فحسب، بل تمثل أيضاً دفعة نوعية في قطاع الشحن البحري نحو الاستدامة. فالاعتماد على مصدر طاقة نظيف ومستدام مثل الرياح يساهم بشكل فعال في إزالة الكربون من الشحن البحري، ويُمهّد الطريق لمستقبل أكثر استدامة وصداقة للبيئة.



مشاركة