في خطوة تعكس اهتمامه بالخصوصية واللامركزية، أطلق جاك دورسي، المؤسس المشارك لتويتر (X حالياً)، تطبيقاً جديداً للمراسلة يُدعى "Bitchat". لا يعتمد على الإنترنت أو الشبكات الخلوية، بل يستخدم تقنية البلوتوث فقط، مع خطط مستقبلية لدعم الاتصال عبر الواي فاي لتوسيع النطاق وتحسين الأداء.
يعمل تطبيق Bitchat من خلال إنشاء شبكة مِشبكية (Mesh Network) بين الأجهزة القريبة، حيث يتصل كل جهازٍ بالآخر عبر تقنية البلوتوث منخفضة الطاقة. عند إرسال رسالة، لا تُرسل عبر خادمٍ مركزي كما هو الحال في التطبيقات التقليدية، بل تنتقل مباشرةً من جهازٍ إلى آخر ضمن النطاق الجغرافي، ويمكن أن تمر عبر أجهزةٍ وسيطةٍ تعمل كجسورٍ لإيصال الرسالة إلى وجهتها النهائية. هذه الأجهزة الوسيطة لا تقرأ الرسالة، بل تنقلها بشكلٍ مشفّر، مما يضمن الخصوصية التامة.
ما يميز التطبيق هو أنه لا يتطلب أي نوعٍ من التسجيل أو إنشاء حساب. لا حاجة لرقم هاتف، ولا بريد إلكتروني، ولا حتى اسم مستخدم. عند تشغيل التطبيق لأول مرة، يتم إنشاء هويةٍ مشفّرةٍ فريدةٍ لكل مستخدم، تعتمد على مفتاحٍ عامٍ يُستخدم كمعرّفٍ داخل الشبكة. هذا الأسلوب يجعل المستخدمين مجهولين تماماً، بطريقةٍ تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ آلية عمل العملات الرقمية مثل البتكوين، حيث يتم التفاعل بين المحافظ دون الكشف عن الهوية الحقيقية.
الخصوصية في "Bitchat" ليست مجرد ميزة، بل هي جوهر فلسفة التطبيق. الرسائل تُشفّر باستخدام تقنياتٍ قويةٍ مثل Curve25519 وAES-GCM، ولا يتم تخزينها على أي خوادم. كما يوفر التطبيق وضعاً خاصاً يُعرف بـ "Panic Mode"، يمكّن المستخدم من حذف جميع البيانات فوراً بمجرد النقر ثلاث مراتٍ على الشعار، وهي ميزةٌ مصممةٌ لحالات الطوارئ أو عند الحاجة إلى حمايةٍ فوريةٍ للمعلومات.
التطبيق متاح حالياً بنسخةٍ تجريبيةٍ محدودةٍ عبر منصة TestFlight على أجهزة iOS، وقد وصلت السعة القصوى البالغة 10,000 مستخدم. ورغم أنه لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن "Bitchat" يُظهر توجهاً جديداً نحو أدوات تواصلٍ أكثر حريةً وأماناً، بعيداً عن الرقابة والتتبع.