حققت الصين خطوة كبيرة في سعيها للحصول على طاقة الاندماج النووي، إذ سجل مفاعل توكاماك التجريبي المتقدم الفائق التوصيل (EAST)، والذي يشار إليه باسم "الشمس الاصطناعية"، رقماً قياسياً عالمياً جديداً من خلال الحفاظ على تدفق البلازما لمدة 1066 ثانية(17 دقيقة و 46 ثانية). هذا الإنجاز، الذي يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 403 ثانية والذي سجله أيضًا EAST في عام 2023، يمثل خطوة هامة للحصول على طاقة الاندماج.

لتحقيق هذه الغاية، قاموا بزيادة الطاقة وتحسين تصميم أنظمة التسخين. تصدر هذه الأنظمة موجات كهرومغناطيسية بترددات محددة تتفاعل مع الجسيمات المشحونة (الإلكترونات والأيونات) في البلازما. ينقل هذا التفاعل الطاقة إلى الجسيمات، مما يتسبب في تسارعها وزيادة درجة الحرارة الكلية للبلازما (يمكن تشبيه ذلك بتسخين الطعام داخل المايكروويف).

أحد أهم المتطلبات الأساسية لإجراء اندماج نووي هو الوصول إلى درجة حرارة عالية والحفاظ عليها، حقق مفاعل EAST درجات حرارة تتجاوز 100 مليون درجة مئوية، وهو ما يزيد بنحو سبع مرات عن درجة حرارة قلب الشمس.

وفي الواقع تقوم الشمس بعملية اندماج نووي لتوليد الطاقة، وهذا يعني أن نوى ذرات خفيفة تندمج لتشكيل نواة أثقل ما يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الطاقة.

تعمل العديد من الدول على تطوير مفاعلات اندماج نووي، لأنها بعكس الوقود الأحفوري يمكن أن تكون مصدر نظيف للطاقة، كما أنها أفضل من مفاعلات الانشطار النووي التي تنتج مخلفات مشعة مضرة.

ورغم هذا التطور المهم لكن مازال هناك العديد من التحديات للوصول إلى منتج تجاري يولد الكهرباء بتكلفة أقل من تكلفة التشغيل.