منذ بضعة أيام أعلنت الحكومة الاسرائيلية عن منح شركة إنتل 3.2 مليار دولار لإقامة مصنع جديد لإنتاج الرقائق الالكترونية في جنوب فلسطين المحتلة. تبلغ قيمة المصنع 25 مليار التي تتكفل انتل بمعظم تكاليفه؛ ومن المقرر تشغيله عام 2027 وقد تم الاتفاق في يونيو قبل الحرب على غزة وقال نتنياهو حينها بأنه "أكبر استثمار على الإطلاق من قبل شركة عالمية في إسرائيل".
إسرائيل اليوم في حالة حرب وربما كان يمكن تأجيل هذا القرار لبعد انتهاء الحرب ولكن اتخاذ القرار في هذا الوقت له أسبابه الداخلية والخارجية.
فاسرائيل اليوم تواجه مشكلة في هجرة العاملين في التكنولوجيا فهم أكثر من يستطيع أن يجد له فرصة في العمل خارج اسرائيل؛ وأصبح الاستثمار اليوم مقلق بالنسبة لرأس المال الأجنبي؛ فلم تعد إسرائيل مكان آمن لرأس المال؛ فبعد أن رأى العالم الصواريخ تتساقط في اسرائيل, ومسيرات المقاومة العراقية تصل إلى حقل كاريش, والمسيرات اليمنية تصل إلى إيلات, وسفن الكيان قد تكون مهددة في أي لحظة, لم تعد الشركات مستعدة لأن تغامر باستثماراتها في البلاد؛ وربما حتى الإسرائيليين أنفسهم أصبحوا يفضلون أن ينقلوا استثماراتهم لبلدان أجنبية أكثر آماناً.
لماذا أعلنت إسرائيل عن المنحة الآن
اسرائيل قررت الإعلان لتوجه رسالة إلى شعبها من جهة والمستثمرين من الشركات من جهة أخرى. فهي تقول لشركات التكنولوجيا التي بدأت تفقد الثقة في وجودها في اسرائيل أن الوضع جيد وأننا مستمرون في مشاريعنا التكنولوجية؛ فهاهي إنتل أكبر مستثمر في اسرائيل لاتخاف على استثماراتها وهذا يدل أن الاستثمار مازال آمن ومجدي فلا تخافوا.
وهي تقول لشعبها لا تقلقوا على مستقبل اسرائيل فنحن لم نفقد مركزنا كمجمع تقني تهتم به شركات التكنولوجيا؛ ولا تخرجوا استثماراتكم من الشركات الاسرائيلية وتنقلوها للخارج؛ فها هي أهم شركات التكنولوجيا تأتي إلينا وتعمل في كياننا؛ فلا تخافوا ولاتهربوا بخبراتكم وأموالكم.
