لابد أن الكثيرين شككوا في مشروع الدولار الرقمي UST غير المدعوم بعملات ورقية أو احتياطي حقيقي. فعملة لونا Luna التي ربطت نفسها بدولارها الرقمي وتبنت فكرة قد تبدو للكثيرين سخيفة فكيف يمكن توليد عملة مكافأة للدولار بالاعتماد على خوارزمية حسابية بسيطة.

ففكرة تيرا ببساطة -وهنا تفاصيل أعمق- أنها قامت بإعطاء دولارها الرقمي قيمة 1 دولار وقالت إذا نقص عن هذه القيمة سنقوم بحرقه فيقل عدده ويرتفع سعره. وإذا زاد عن واحد دولار سنقوم بصك المزيد فيزيد المعروض وينخفض السعر. فهو يبقى ثابت والمتغير هو عملة لونا المقابلة له والتي يمكن التحويل بينهما مباشرة فعندما نصك دولار نحرق لونا مقابلة وعندما نحرق دولار نصك لونا مقابله.

من الواضح أنها لاتقيم أي اعتبار للعالم الخارجي فهي تفترض أن القاعدة التي افترضها ستعمل بكل سلاسة وبدون مشاكل. إلا أنها لم تأخذ بعين الاعتبار العامل الخارجي وهي أنه في لحظة معينة عندما يخاف الناس لن يشتريها أحد وبالتالي عليهم هم أن يشتروها وبما أنهم لا يملكون احتياطي فلن يستطيعوا الشراء وستنهار أكثر. فانهيار لونا كان أمراً حتمياً لأنها ربطت نفسها بدولارها الغير محمي باحتياطي.

تصور لو أن فكرتهم ناجحة ونستطيع أن نصنع دولار رقمي مكافىء للدولار الحقيقي دون أي احتياطي بناء على فكرة خوارزمية حسابية بسيطة غير واقعية. لظهرت غداً ملايين الشركات التي تصنع دولارات رقمية بناء على نفس الخوارزمية البسيطة غير الواقعية.

ويهذا الانهيار تنهار فكرة إنشاء مشروع قائم على أنه يمكنك إنشاء أموال - وادعاء قيمة محددة لها - إذا كان الناس على استعداد للموافقة على ما ادعيت والسبب بسيط وهو أن جزء منهم مدرك للواقع وقد يغير رأيه يوماً ما.

فيجب أن لا ننجرف وراء ادعاءات شركات العملات الرقمية والمؤثرين المدفوعي الأجر للترويج للعملات وأن نفكر بمدى واقعية المشروع. ولنتذكر دوما وارن بافيت عندما قال أنه لا يشتري البيتكوين بـ 25 دولار وإن كنا لا نوافقه الرأي بالنسبة للـ 25 دولار لكن تبقى كل الأسباب التي عرضها صحيحة و البيتكوين باقي طالما عدد المقتنعين به يتزايد ولا يوجد سبب آخر فعندما يتغير هذا الأمر سينتهي حتماً كما حدث مع لونا... فكن دائماً على حذر.