انهيار FTX: كيف دقت بينانس آخر إسفين في نعش أكبر منافسيها

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Nov. 12, 2022

سي ذي و سام بانكمان-فرايد

قبل بضعة أسابيع كانت منصة تداول العملات الرقمية FTX إف_تي_إكس من بين أهم ثلاثة منصات تداول. وكان مؤسسها سام بانكمان-فرايد أشهر شخصية طموحة وواعدة في عالم الكريبتو. فجأة في يوم واحد كل شيء انهار وخسر سام ثروته وانهارت منصته مما أدى إلى انهيار سوق الكريبتو فتراجع سعر البتكوين والايثريوم أكثر من 20%. وفقد الكثيرون الثقة بالعملات الرقمية ومستقبلها.

في 11 نوفمبر أعلن فرايد عن استقالته كمدير للمنصة تمهيداً لإشهار إفلاسها. وربما سيتم منحها فرصة لوضع خطة للتعافي بابتعاد فرايد عن إدراة الشركة بعد الكارثة التي تسبب بها.

تكمن المشكلة في عملة FTT وهي عملة المنصة التي تستخدمها لدعم مشاريعها. وتمنح مستخدمي المنصة تخفيضات على عمليات التداول إذا استخدمو عملتهم هذه؛ مما جعلها تنمو بشكل كبير ويرتفع سعرها كثيراً حتى انهارت في 6 نوفمبر وخسرت أكثر من 80% من قيمتها.

أعلن مؤسس بينانس سي_زي أنه اتفق على شراء المنصة لإنقاذها لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك وهذا مازاد الطين بلة ودق آخر إسفين في نعش المنصة ونعش مؤسسها.

سي-ذي مؤسس ومدير منصة بينانس المنافس الأكبر لمنصة FTX كان أيضا يملك حصة في المنصة ولديه كمية كبيرة من عملة FTT لكنه تصرف بخبث المنافس الذي أراد التخلص من منافسه عندما وجد الفرصة مواتية. وقال فرايد بعد تراجع سي-ذي عن شراء المنصة:" يوماً ما سأوضح ماحدث ولكن الآن ولأن بيوتنا زجاجية سأكتفي بالقول: لقد لعبتها بشكل جيد. نعم أنت تربح".

كيف بدأ الانهيار؟

قبل بضعة أشهر بلغت قيمة منصة FTX حوالي 32 مليار دولار. وكان سام فرايد قد أسس شركتين هما منصة FTX و شركة أبحاث ألاميدا. هدف ألاميدا هو تأمين السيولة لمنصته.

في 2 نوفمبر حصل موقع كوين-دسك على وثيقة عن ميزانية ألاميدا. فوجد فيها أن ديون الشركة تبلغ حوالي 8 مليارات دولار. وكل ماتملكه الشركة من أصول أغلبها من عملة المنصة نفسها FTT و جزء كبير من عملة سولانا. ولاتملك أصول حقيقة مقابلة لديونها. وهذا مايجعل الشركتين شركة واحدة ولايمكن أن تقوم ألاميدا بشيء يساعد المنصة.

و الحدث الأبرز في القصة أن مؤسس بينانس يملك أيضا جزء كبير من عملة FTT فقرر بيع كل مالديه من هذه العملة علناً؛ مما أدى إلى انتشار الخبر وقيام مستثمري العملة ببيعها ومحاولتهم الخروج من المنصة وهذا ما أدى إلى الانهيار السريع للعملة وفقدانها 80% من قيمتها في يوم واحد.

ثم قام سي_زي بالمناورة وعرض إمكانية شراء المنصة وإنقاذها ثم تراجع عن ذلك بعد يومين؛ فكان كمن يطلق الرصاصة الأخيرة على المنصة. ولو كان فعلاً يريد إنقاذها لما تسبب في انهيار عملتها بهذه الطريقة.

فأصل المشكلة بالتأكيد هي في إدراة سام فرايد السيئة وكان الانهيار سيحدث حتماً يوماً ما؛ لكن كان يمكن أن يكون أقل حدة. فهذا الانهيار الدامي قتل المنصة وقتل مؤسسها الذي طالما جظي بثقة المستثمرين وصناديق التحوط الكبيرة. وكان أغنى شخص في عالم العملات الرقمية بثروة تقدر بـ 16 مليار لتتراجع ثروته ويحل محله سي زي كأغنى شخص في عالم الكريبتو.



مشاركة