مراجعة فيلم:كل شيء هادئ على الجبهة الغربية

بقلم:   سامي الناصر           |  Nov. 5, 2022

كل شيء هادىء على الجبهة الغربية

فيلم مأخوذ عن رواية ألمانية كتبها أحد الجنود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى على الجبهة الغربية. وقد كانت جبهة بين الألمان والفرنسيين قتل فيها الكثير من الضحايا من أجل كسب مساحة صغيرة من الأرض تسترد من الطرف الآخر بعد فترة وجيزة فيبقى "كل شيء هادىء على الجبهة الغربية".

غالباً ماتكون الأفلام التي تتحدث عن الحرب محكية بلسان المنتصر. هذا الفيلم ربما يكون الأوحد الذي كتبه جندي شارك في الحرب من الطرف الخاسر ويصور الجحيم الذي عاشوه متجاهلاً كل القصص والروايات عن الشجاعة والبطولات التي تنسجها قصص المنتصرين والخاسرين.

صدر فيلم عن الرواية عام 1930 وفيلم عام 1979 وقد منع هتلر الرواية وأسقط الجنسية عن كاتبها إريك ماريا ريمار الذي لجأ إلى سويسرا.

في هذا الفيلم الصادر عام 2022 يعيد المخرج إدوارد بيرغر تجسيد الرواية نفسها بطريقة جديدة. تبدأ أحداث الفيلم في ألمانيا على الجبهة الغربية. الجنود يموتون وثيابهم يعاد تدويرها ليرتديها القادمون الجدد. خط المعارك لا يتحرك لكن الجنود فقط هم من يذهبون ليأتي غيرهم.

باول بومر (فيليكس كاميرر) بطل الفيلم هو شاب في ريعان الشباب يذهب مع رفاقه إلى المعركة مدفوعين بحماسة عالية لتحقيق النصر واحتلال باريس. لكن المفاجأة تبدأ أول وصولهم أرض المعركة فالجثث في كل مكان والجنود يتساقطون كل يوم والطعام قليل والماء ملوث.

يرى رفاقه يتساقطون واحداً تلو الآخر. يقتل أشخاص لا يعرفهم ولايعرف لماذا عليه قتلهم. ولكن إن لم يقتلهم سيقتلوه. يصبح كل حلمه أن يعود إلى دياره وتنتهي الحرب.

في الوقت الذي يعيش فيه الجنود ويلات الحرب يظهر القادة في مكان آخر في مساكنهم الأنيقة ومائدات الطعام تُفرَش أمامهم وكلابهم تأكل ما يشتهيه جندي على خط المواجهة. هؤلاء القادة نفسهم هم الذين يلقون عليهم الخطب الحماسية المشجعة لاستمرار القتال.

لم يمت باول بومر خلال المعارك لكنه قبل نهاية الحرب بدقائق يموت. وعندما يجدوه ملقياً على الأرض كان تعبير وجهه هادئاً و واضحاً. وكأنما كان راضياً كل الرضا عن موته.

رغم أن الكاتب ريمارك نفسه قد نجا في الحرب لكنه في بطولة قصته قد مات؛ لأنه يرى أن شخصيته الحقيقة قد ماتت في الحرب وهذا ماحدث لكل جيله وإن كانوا لا يدركون ذلك حسب تعبيره.

فيلم رائع من حيث القصة والتصوير وأداء الممثلين والمؤثرات البصرية والصوتية ويرشحه النقاد على موقع الطماطم الفاسدة لجائزة الأوسكار.



مشاركة